4‏/7‏/2012

الصفحة 34 من سورة البقرة

التفسير الميسر للصفحة 34 من سورة البقرة


تفسير الصفحة 34 من سورة البقرة
الصفحة 34 من سورة البقرة

التفسير الميسر


كُتِبَ عَلَيْكُمْ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (216)

فرض الله عليكم - أيها المؤمنون - قتال الكفار , والقتال مكروه لكم من جهة الطبع ; لمشقته وكثرة مخاطره , وقد تكرهون شيئًا وهو في حقيقته خير لكم , وقد تحبون شيئًا لما فيه من الراحة أو اللذة العاجلة , وهو شر لكم . والله تعالى يعلم ما هو خير لكم , وأنتم لا تعلمون ذلك . فبادروا إلى الجهاد في سبيله .


يَسْأَلُونَكَ عَنْ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنْ الْقَتْلِ وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنْ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (217)

يسألك المشركون - أيها الرسول - عن الشهر الحرام : هل يحل فيه القتال؟ قل لهم : القتال في الشهر الحرام عظيم عند الله استحلاله وسفك الدماء فيه , ومَنْعكم الناس من دخول الإسلام بالتعذيب والتخويف , وجحودكم بالله وبرسوله وبدينه , ومَنْع المسلمين من دخول المسجد الحرام , وإخراج النبي والمهاجرين منه وهم أهله وأولياؤه , ذلك أكبر ذنبًا , وأعظم جرمًا عند الله من القتال في الشهر الحرام .
والشرك الذي أنتم فيه أكبر وأشد من القتل في الشهر الحرام . وهؤلاء الكفار لم يرتدعوا عن جرائمهم , بل هم مستمرون عليها , ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن الإسلام إلى الكفر إن استطاعوا تحقيق ذلك . ومن أطاعهم منكم - أيها المسلمون - وارتدَّ عن دينه فمات على الكفر , فقد ذهب عمله في الدنيا والآخرة , وصار من الملازمين لنار جهنم لا يخرج منها أبدًا .


إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَةَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (218)

إن الذين صَدَّقوا بالله ورسوله وعملوا بشرعه والذين تركوا ديارهم , وجاهدوا في سبيل الله , أولئك يطمعون في فضل الله وثوابه . والله غفور لذنوب عباده المؤمنين , رحيم بهم رحمة واسعة .



يَسْأَلُونَكَ عَنْ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (219)

يسألك المسلمون - أيها النبي - عن حكم تعاطي الخمر شربًا وبيعًا وشراءً , والخمر كل مسكر خامر العقل وغطاه مشروبًا كان أو مأكولا ،ويسألونك عن حكم القمار - وهو أَخْذُ المال أو إعطاؤه بالمقامرة وهي المغالبات التي فيها عوض من الطرفين - ,
قل لهم: في ذلك أضرار ومفاسد كثيرة في الدين والدنيا , والعقول والأموال , وفيهما منافع للناس من جهة كسب الأموال وغيرها , وإثمهما أكبر من نفعهما ; إذ يصدَّان عن ذكر الله وعن الصلاة, ويوقعان العداوة والبغضاء بين الناس , ويتلفان المال . وكان هذا تمهيدًا لتحريمهما .
ويسألونك عن القَدْر الذي ينفقونه من أموالهم تبرعًا وصدقة , قل لهم : أنفقوا القَدْر الذي يزيد على حاجتكم . مثل ذلك البيان الواضح يبيِّن الله لكم الآيات وأحكام الشريعة ; لكي تتفكروا فيما ينفعكم في الدنيا والآخرة .

هناك تعليقان (2) :

إذا كان لديك سؤال ، أو تعليق ، أو تنبيه ، فاكتبه هنا ...
لتصلك إشعارات الردود على هذا الموضوع انقر على ( إعلامي ) أسفل صندوق التعليق ...