8‏/5‏/2012

الصفحة السادسة عشر - سورة البقرة

حفظ الصفحة السادسة عشر من المصحف صوت وصورة وتفسيرها

التفسير الميسر

( 102 ) واتبع اليهود ما تُحَدِّث الشياطينُ به السحرةَ على عهد ملك سليمان بن داود . وما كفر سليمان وما تَعَلَّم السِّحر ، ولكنَّ الشياطين هم الذين كفروا بالله حين علَّموا الناس السحر ؛ إفسادًا لدينهم . وكذلك اتبع اليهود السِّحر الذي أُنزل على الملَكَين هاروت وماروت ، بأرض " بابل " في " العراق " ؛ امتحانًا وابتلاء من الله لعباده، وما يعلِّم الملكان من أحد حتى ينصحاه ويحذِّراه من تعلم السحر ، ويقولا له : لا تكفر بتعلم السِّحر وطاعة الشياطين .
 فيتعلم الناس من الملكين ما يُحْدِثون به الكراهية بين الزوجين حتى يتفرقا . ولا يستطيع السحرة أن يضروا به أحدًا إلا بإذن الله وقضائه . وما يتعلم السحرة إلا شرًا يضرهم ولا ينفعهم ، وقد نقلته الشياطين إلى اليهود ، فشاع فيهم حتى فضَّلوه على كتاب الله .
ولقد علم اليهود أن من اختار السِّحر وترك الحق ما له في الآخرة من نصيب في الخير . ولبئس ما باعوا به أنفسهم من السحر والكفر عوضًا عن الإيمان ومتابعة الرسول ، لو كان لهم عِلْمٌ يثمر العمل بما وُعِظوا به .

( 103 ) ولو أن اليهود آمنوا وخافوا الله لأيقنوا أن ثواب الله خير لهم من السِّحر ومما اكتسبوه به ، لو كانوا يعلمون ما يحصل بالإيمان والتقوى من الثواب والجزاء علما حقيقيا لآمنوا .

( 104 ) يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا للرسول محمد صلى الله عليه وسلم : راعنا ، أي: راعنا سمعك ، فافهم عنا وأفهِمنا ؛ لأن اليهود كانوا يقولونها للنبي صلى الله عليه وسلم يلوون ألسنتهم بها ، يقصدون سبَّه ونسبته إلى الرعونة ، وقولوا - أيها المؤمنون - بدلا منها : انظرنا ، أي انظر إلينا وتعهَّدْنا ، وهي تؤدي المعنى المطلوب نفسه واسمعوا ما يتلى عليكم من كتاب ربكم وافهموه . وللجاحدين عذاب موجع .

( 105 ) ما يحب الكفار من أهل الكتاب والمشركين أن يُنزَّل عليكم أدنى خير من ربكم قرآنًا أو علمًا ، أو نصرًا أو بشارة . والله يختص برحمته مَن يشاء مِن عباده بالنبوة والرسالة . والله ذو العطاء الكثير الواسع .


ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

إذا كان لديك سؤال ، أو تعليق ، أو تنبيه ، فاكتبه هنا ...
لتصلك إشعارات الردود على هذا الموضوع انقر على ( إعلامي ) أسفل صندوق التعليق ...