18‏/10‏/2012

فضل أيام عشر ذي الحجة



فضل أيام عشر ذي الحجة


صورة للكعبة ، فضل أيام عشر ذي الحجة
الكعبة المشرفة



إن من فضل الله عز وجل على عباده أن امتن عليهم بمواسم للخيرات .. جعلها أوقاتا فاضلات .. ونفحات مباركات..

يضاعف الله تعالى فيها الحسنات .. ويرفع الدرجات .. ويكفر السيئات .. جعلها الله تعالى ميدانا يتنافس فيها المتنافسون .. ومضمارا يتسابق فيه المتسابقون .

ومن أعظم هذه الأيام والمواسم أيام عشر ذي الحجة ، وقد بين النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فضلها وعظيم شانها فقال ـ صلى الله عليه وسلم : ( ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله تعالى من عشر ذي الحجة) قالوا يا رسول الله: ولا الجهاد في سبيل الله؟! قال : (ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع بذلك من شيء ).

وكان سعيد بن جبير يقول : "أيها الناس إذا أقبلت العشر فلا تطفئوا سرجكم في لياليها ولا في أيامها" كناية عن كثرة قراءة القران والقيام والصلاة .

ففي عشر ذي الحجة تقام عبادة الصلاة وعبادة الصيام وعبادة الصدقة وفيها يقع الحج لله سبحانه وتعالى .

فهي تتضمن يوم عرفة ، وتتضمن يوم الحج الأكبر الذي هو العاشر وهو يوم النحر قال بن حجر ولا يأتي ذلك في غيرها .

ولهذه الأيام العشر أحكاما منها: إذا دخلت العشر وأراد المرء أن يضحي فلا يأخذ شيئاً من شعره أو أظفاره أو بشرته (سواء من ظفر يده أو من رجله)، (من بشرته أي: من جلده) حتى يذبح كم ورد في صحيح مسلم وغيره من حديث أم سلمه ـ رضي الله تعالى عنها-.

وقد ذكر العلماء في الحكمة في منع من كان عليه أضحية من أن يأخذ من شعره وأظفاره أن الله عز وجل لما ذكر الحجاج إلى بيته العتيق قال سبحانه وتعالى : (ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْت العتيقِ..)ليقضوا تفثهم: أي لينزعوا عنهم الإحرام و ليأخذوا من شعرهم وأظفارهم كما شاءوا وذلك بعد رميهم جمرة العقبة الكبرى .

فشبه غير الحاج بالحاج فكما أن الحاج يحرم فيمسك عن شعره وأظفاره تقربا إلى الله ولا يأخذ من شعره وأظفاره إلا في اليوم العاشر كذلك من ليس حجاجا يشرع له أن يتشبه بالحاج في ذلك .

ومن كان سيحج متمتعا أو قارنا فلا تلزمه أضحية فإنه يذبح هديا في حجه.

ومن المسائل المهمة أنه من كان سيحج مفردا وهو ليس عليه هدي وعليه أضحية فليمسك عن شعره وأظفاره من ظهور العشر فإذا حج مفردا فإنه لا بأس عليه إذا جاء اليوم العاشر أن يحلق رأسه ولو كانت أضحيته لم تذبح في بيته ،حتى ولو ذبحت أضحيته في اليوم الثاني، ما دام أنه سيأخذ شعره قربة لا ترفهاً، ولا يأخذ من شعر شاربه ولا من لحيته ولا من غير ذلك من أجزاءه .

ويستحب أيضا في هذه الأيام العشر الإكثار من العبادات عموما وذكر الله عز وجل خصوصا، يقول الله سبحانه وتعالى : (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ).

فذكر الله تعالى الذكر مع أن الذي يذهب للحج يشتغل بغيره من العبادات، لكن الذكر أفضلها وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله تعالى من عشر ذي الحجة ) ثم قال : (فأكثر فيهن من التسبيح والتكبير والتهليل) .

ويستحب التكبير في أيام عشر ذي الحجة وكان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يأمر به أكثر مما يأمر بغيره .

والتكبير في العشر نوعان: تكبير مطلق وتكبير مقيد،أما التكبير المطلق : فإنه في جميع الأوقات من دخول العشر فتشتغل بقولك الله أكبر .. الله أكبر لا إله إلا الله ،وكان الصحابة رضي الله عنهم جميعا يبكرون إلى الحج في أيام العشر فيخرجون من اليوم الثالث أو الرابع وينصبون خياما لهم في منى فكان الواحد منهم وهو جالس في خيمته يمر الناس بالخيمة فيسمعون تكبيره فيكبرون فيسمعهم الذين وراءهم فيكبرون قالوا حتى ترتج منى تكبيرا .

وكان ابن عمر يمشي في الأسواق في أيام العشر ــ يعني في أسواق مكة بين الحجاج ويقول الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله فيسمعه الناس فيكبرون بتكبيره .

وهناك تكبير مقيد وهي أيام معينة فيجمع فيه ما بين التكبير المطلق والتكبير المقيد وهو من فجر يوم عرفة إلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق.

المصدر : 

هناك تعليق واحد :

إذا كان لديك سؤال ، أو تعليق ، أو تنبيه ، فاكتبه هنا ...
لتصلك إشعارات الردود على هذا الموضوع انقر على ( إعلامي ) أسفل صندوق التعليق ...