مخرج الحلق / الهاء

نتابع اليوم مخرج أقصى الحلق
كنا تحدثنا عن الهمزة وكيفية نطقها وصفاتها ..

واﻵن نتحدث عن الحرف الثاني الذي يخرج من أقصى الحلق 

ألا وهو الهاء

2- حرف الهاء:

مخرجــــها : أقصى الحلق.

صفاتـــــها : رخوة – مهموسة – مستفلة – منفتحة.

كيفيــة النطق بها :
* الهاء حرف رخو ، وذلك لطبيعة مخرجها المغلق جزئياً ، فبمجرّدالتصادم بين طرفيه ؛ يجري الصوت جرياناً تامّاً لعدم إعاقة المخرج للصوت إعاقة تامة ، ولكنها إعاقة جزئية.

* والهاء حرف مهموس لضعف الاعتماد على مخرجها ، مما يؤدي لاهتزاز الحبلين الصوتيين بضعف ، فلا تتكيف كل جزيئات الهواء بالصوت ويصاحب جريان صوت الحرف جريان النفس الكثير ، ويكون الهواء الموظف للنطق بالهاء كثيراً .

* ومع اجتماع الرخاوة والهمس فى الهاء ؛ نجد أنَّ زمن النطق بالهاء الساكنة هو زمن رخاوتها (جريان صوتها) والذي زاده قليلاً همسُها (هواؤها الكثير) ، ولهذا فإنّ الحروف الرخوة المهموسة هي أطول الحروف الساكنة المحقّقة زمناً .

* والهاء حرف مستفل ، لايستعلي معه أقصى اللسان بالإرادة عند النطق به ، فهو مستحَقّ الترقيق فى جميع أحواله .

* والهاء حرف منفتح ، لا ينضغط صوته بين صفحة اللسان وغار الحنك الأعلى ، وعلى هذا فإن كل صفات الهاء صفات ضعف.

* ولبُـعد مخرج الهاء مع ما فيها من اجتماع صفات الضعف ، فهي أضعف وأخفى الحروف الرخوة المهموسة ؛ بل هي أضعف الحروف على الإطلاق ، ولذا يجب العناية بضبط مخرجها ؛ لا بتقوية الاعتماد عليه فيقوى صوتها ، ولا بإضعافه تماماً فتختفي فى النطق ، ولكن بضغطه (لتحقيق التصادم بين طرفيه ) ، وبإعطائه قوة الاعتماد اللازمة له حتى يجري صوتها مع هوائها فى سلاسة وخفة زمناً مساوٍ لمخرجها.

تنبيهات على أخطاء النطق بالهاء :
1- الهاء حرف رخو ومهموس ، فينبغي التصادم بين طرفيّ مخرجها بضعف يتناسب مع طبيعتها ، فإذا سَـكُنت ؛ فإنّ زمن النطق بها هو زمن رخاوتها مع همسها ، وتكون العناية بها آكدة حتى لا تختفي فى النطق ، لأن أي حرف جاء قبلها أو بعدها هو أقوى منها ، إلا إذا كان هاءً مثلها فيُخشى من إدغامها فيها إلا إذا توفَّـر شرط الإدغام ( سكون الأول وتحرك الثاني ) .

أمثلـــــــــــــــة : 
" مَن يَّـهْـدِ اللهُ فَـهُـوَ الْـمُهْـتَدِي " ، " مَنِ اهْـتَـدَى فَـإِنَّـمَا يَـهْـتَدِي لِـنَـفْـسِـهِ ".

2- أما إذا تطرفت الهاء وسكُنت سكوناً عارضاً للوقف ، أو سكوناً أصلياً (كهاء السكت ) ؛ فالعناية ببيانها آكدة ، فيحذر القارئ من خفاء صوتها تماماً بإضعاف الاعتماد تماماً على مخرجها ، فلا يكاد يتصادم بين طرفيه ، فتخرج هواءً حالصاً لايخالطها أدنى صوت ، وكذلك يحذر من تقوية الاعتماد على طرفي المخرج ؛ فيُـكسِبُها جهراً يذهب بهوائها وهمسها فتُـنطَق ألفاً.

أمثلــــــــــــة : 

" فَاتَّـبِـعُوهُ " ، " كِـتَـابِيَهْ " ، " فَبِـهُدَاهُـمُ اقْتَـدِهْ " ، " ثَـلاثَـة".

3- أما إذا تحركت الهاء ، فإنها تحتاج إلى درجة من ضعف التصادم بين طرفي مخرجها تساوي درجة التصادم بينهما حال سُكونها ، إلا أن صوتها يقوى بالتباعد الحركة المجهورة ، فتكون العناية هنا بضبط المخرج أولاً ، ثم ضبط التباعد عنه لضبط صوت الحركة وضبط زمنها ، وخاصة إذا تكررت الهاء متحركة.

أمثلــــــــــــة : 

 " وَهَـدَيْـنَاهُـمَا " ، " شَـهِـدَ عَـلَـيْهِمْ سَـمْعُهُمْ " ، " هَـذَا هُـدَى " ، " وَمَن يَـكْـفُرْ بِهِ فَأُوْلَـئِكَ ..." ، " عَـنْـهُ تَـلَهَّى ".

4- الهاء المشددة ( سواء كان التشديد للإدغام أو للتضعيف ) ؛ عبارة عن حرفين : الأول منهما ساكن ، والثاني متحرك ، ولهذا يجب العناية ببيان الهاء الأولى بإعطائها زمن النطق اللازم ( زمن الرخو المهموس ) ، لها ثم بيان الهاء الثانية فى زمن حركتها.

أمثلـــــة : 

" وَمَن يُـكْـرِههُّـنَّ " ، " أَيْـنَـمَا يُـوَجِّهـهُّ لا يَـأْتِ بِخَـيْرٍ " .

5- الهاء حرف مستفل ومنفتح مستحقة الترقيق فى جميع أحواله ، فيحذر القارئ من تفخيم الهاء خاصة إذا وقعت بين حرفين مفخمين أو جاء بعدها أو قبلها حرف مفخم .

أمثـــــــلة : 

" مُطَهَّـرَةٍ " ، " وَزَهَـقَ " ، " الْآخِـرَةِ ".

وإلى اللقاء في مخرج وسط الحلق بإذن الله ...